laila عضوة
عدد المساهمات : 31 تاريخ التسجيل : 27/07/2009
| موضوع: قوة الحب .. وأحلام الفتاة .. عند الفيلسوف ...! الثلاثاء أغسطس 04, 2009 6:25 am | |
| قوة الحب .. وأحلام الفتاة ..! هل تكفي لتغيير الآخرين ...؟ هل يستطيع الحب أن يغير الإنسان ..؟ الإجابة المعتادة نعم ... أو هي بالإيجاب ..؟ ولكن الواقع أن هناك أشياء في الإنسان يمكن أن يغيرها الحب وهناك أشياء أو صفات أو عادات لا يستطيع الحب أن يغيرها . وعادة ما نجنح نحن إلى الرغبة أو الاعتقاد أو الظن بأننا نستطيع أن نغير الآخرين بمجرد حبهم . وهكذا نقبل أن نرتبط بأشخاص فيهم عيوب بارزة نعتقد إننا سنتمكن من إزالتها أو تغييرها بالحب ...! وقد أفردت (( جوديت فورست )) محررة شؤون المرأة فصلا كاملا من كتاب ( التغير نحو الأفضل ) لموضوع قدرة الحب على التغيير . تقول (( جوديت )) قد تكره المرأة بعض الجوانب في صفات الرجل وتصرفاته وتتحملها اعتقادا منها أنها لو أعطت المزيد من الحب فسيسعى الرجل إلى تغيير ما لا تحبه وعندما لا تجد تغيرا سريعا أو مباشرا تزيد من حبها أو تتمادى فيه . ولكن هذه الزيادة أو هذا التمادي لا يودي إلى التغيير المطلوب وهكذا تصاب بالإحباط وقد ينقلب حبها إلى كراهية مدمرة لأنها فشلت بعد أن أعطت ومنحت وأسرفت . وبالطبع فليست المرأة هي التي تفعل هذا وحدها فالرجل قد تكون عنده نفس الآمال في تغيير المرأة التي يحبها ولكنه أيضا يفشل .. فما السبب ..؟ تقول (( جوديت )) إن الذين لا يغيرهم الحب يكونون قد مروا في طفولتهم أو صباهم الباكر بتجارب قاسية أو مريرة وهؤلاء عادة يرفضون إقامة علاقات وثيقة مع الآخرين . أن مرارة الماضي تظل مغروسة في نفوسهم بحيث لا يمكن اقتلاعها . وهؤلاء عادة يبتعدون بأنفسهم عن ( دائرة الحب ) وينكبون عادة على العمل أو الرياضة أو ممارسة الهوايات ويكون من الصعب انتزاعهم من هذه الأنشطة وإقامة علاقات عميقة معهم . وللأسف فان كثيرا منا يقدمون على المخاطر بوعي أو بدون وعي فيحاولون الزواج من أشخاص عرفوا بالانطوائية أو العدوان أو القسوة أو الأنانية . وفي كل مرة يجربون روشته بها دواء واحد هو الحب ولكن هذا الدواء لا يعالج هؤلاء المرضى والعيب ليس في الحب ولا التعاطف في حياتها الأسرية السابقة . بعد هذه المقدمة الطويلة والضرورية في نفس الوقت .... نأتي إلى سرد بعض القصص والتي تدور حول نفس الموضوع ... -- القصة الأولى : قصة أم مطلقة ولها ابنتان .... تقول ... اسمي (( سعيدة )) ...! ولكن ليس في حياتي من اسمي نصيب .. لقد انفصل أبي عن أمي وعمري عامان وتزوج أبي وعشنا أنا وأمي وأختي الأكبر مني عند جدتي .. وكانت جدتي سيدة شديدة القسوة وكان شعارها من البداية أننا لا نصلح لشيء كانت تضربنا ونحن مازلنا صغارا في المدارس وحتى كبرنا واجتزنا الدراسة الجامعية .. وكانت أمي سيدة ضعيفة لم تستطع توفير الحماية لنا وما كدت أتخرج حتى تزوجت من أول رجل تقدم لي وكان رجلا عنيفا متهورا لا يهمه شيء . ورغم إنني تبينت هذه الصفات فيه أثناء فترة الخطبة التي لم تستمر طويلا تصورت أن في إمكاني تغييره بالحب .. وكان احد أقاربي قد دبر لي عملا بمرتب كبير فتوليت الإنفاق على المنزل بل كنت أقوم بكل شيء فيه حتى السباكة والنجارة وهي أشياء تعلمتها من بيت جدتي لأكسب عطفها وظللت امنح وامنح .... وأعطي وأعطي ....! ولكن بعد سبع سنوات من الحياة الشاقة وجدت انه من العبث الاستمرار فسعيت إلى الطلاق وحصلت عليه وأحسن الحظ لم أكن قد أنجبت وهكذا استطعت بسرعة أن أجد رجلا آخر أتزوجه .. كان طويل القامة جذابا لكنه للأسف الشديد كان بارد العواطف ومع ذلك كنت واثقة بإمكان أن أحرك عواطفه ولكن كل ما فعلته ذهب سدى .. لا الكلمات العاطفية ولا الاهتمام ولا الرحلات البعيدة ولا أحلام المستقبل دفعته إلى تحريك عواطفه نحوي .. أو حتى أن نقضي وقتا جميلا معا وأدركت أن العلاقة بها خلل لا يمكن إصلاحه وهكذا اخذ قرشين .. ورحل ....! انتهت قصة (( سعيدة )) ومن الواضح أن الخلل ليس في الزوج الأول أو الزوج الثاني فقط ولكن السيدة (( سعيدة نفسها وهو خلل ناشئ من اثر تربية جدتها لها هذه التربية القاسية التي جعلتها تندفع إلى الرغبة في الحب والزواج كانت تريد تعويض ما قاسته صغيرة وهكذا لم تدقق كثيرا في اختيارها وتزوجت أول رجل تقدم لها . ثم تزوجت أول رجل قابلته بعد طلاقها من زوجها الأول . كانت رغبتها في أن تعيش حياة دافئة اكبر من حكمتها ولعل هذا ما يجعلني دائما أطالب بأن تكون الأسرة طرفا في كل زواج . -- القصة الثانية ... ساردت القصة اسمها (( علياء )) ( 23 سنة ) تقول (( علياء )) .. عندما كنت صغيرة كان أبي يضرب أمي ويضربنا جميعا ونحن صغارا وقد أقنعنا أننا نستحق الضرب ..! لكني تأكدت من أن أمي لا تستحقه فكنت أتمنى أن يضربني بدلا منها .. كنت أعلم أن بإمكاني تحمل الضرب بدلا منها ..! وكنت دائما أريد أن أعطيها مزيدا من الحب لتشعر بالقوة وتترك أبي ..! لكنها لم تفعل حتى ماتت ...! وانقطعت علاقتي بأبي منذ موتها ...! والتقيت بزميل لي في الجامعة وكان يردد دائما أن النساء فاسدات وكل همهن استغلال الرجال ...! وظننت أن هناك واحدة سببت له صدمة عاطفية وبدأت أحاول أن أبرهن له أن النساء لسن كلهن على هذه الحال ....! وتمت خطبتنا ...! كنت أعامله برقة وأدفع له بعض نفقاته حتى تزوجنا وإذا به يتحول إلى وحش يضربني ويستغلني .. ولأنني من أسرة ميسورة ومعروفة فقد تحملته منعا للقيل والقال ....! ثم علمت بالصدفة أنه سبق له الزواج لفترة قصيرة من فتاه عاملها نفس المعاملة فتركته وأجبرتها على الطلاق ....! وقد فعلت مثلما فعلت وطلبت الطلاق ...! وهاأنذا في قلب المشكلة لأنه يرفض أن يطلقني . -- من هذه النماذج يتضح أن الحب لا يكفي لتغيير الآخرين إن الحلم الذي يراود كل فتاة في أن يتغير من أخلاق خطيبها أو زوجها القادم حلم لا يتحقق ذلك إن الجذور الراسخة في أعماق النفس البشرية نتيجة للمشاكل أو التجارب المريرة أو الصدمات في الصغر من الصعب إن تمحوها العواطف الطيبة . -- إن ذلك يشبه تربية أسد في المنزل انه وهو صغير يكون مثل قطة ولكنه في النهاية عندما يكبر يصبح وحشا لا يمكنه السيطرة على نفسه ....! وقفة لا تحملوا الحب أكثر مما يطيق , فكثيرا ما نخسر الحب , والمحبوب معا . ( مقياس الحب هو إنكار الذات ) – ( إن الحب علاقة إنسانية نبيلة مبنية على التكافؤ العاطفي .......! ) 2 تعليق | اضافة تعليق | رابط دائم | |
|